F-IrAq
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

F-IrAq

منتدى اصدقاء العراق & منتدى كل العراقيين من الشمال الى الجنوب
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 فاصل ...ونعود إليكم ...!!!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زائر
زائر




فاصل ...ونعود إليكم ...!!! Empty
مُساهمةموضوع: فاصل ...ونعود إليكم ...!!!   فاصل ...ونعود إليكم ...!!! Icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 19, 2008 4:22 am

إذا كان البعض مصاباً بقصر النظر ، وإذا كان البعض لا يستطيع قراءة الأحداث ، وإذا كان البعض لا يستطيع الخلاص من محدودية الرؤية ، فليس معناه أن الزمن يسير على وفق رؤيتهم ومحدودية تفكيرهم ، وليس معناه أن عجلة الحياة ستنحرف إلى الجهة التي يرغبونها .

والغريب أن البعض ما زال مصرّا ويراهن على رؤيته ، بشكل يدعو للاستغراب ، ربما لأنه يرى بعين واحدة ، ولا يستطيع أن يلتفت إلى الضفة الأخرى أو الجانب الآخر من الآثار التي ستترتب على مسيرة الأحداث ، وأعني بها هنا الأحداث التي تعرّض لها أبناء المنهج الصدري .

وربما يستغرب البعض حين نقول بأن أبناء المنهج الصدري لم يستغربوا ما حدث لهم ، لأنهم ربما يعرفون – ولو بشكل عفوي – أنهم يشكلون مصدر استهداف من قبل القوى التي لا تحترم وجود الإنسان وكرامته في كل الأزمنة والأمكنة ، وحسب ما يقول (هيجل) فإننا (ربما نلتقي بنفس الأشخاص مرتين خلال حياتنا ، ذلك لأن التأريخ يعيد نفسه) ، وكما قامت السلطة المقبورة السابقة بقتل وتشريد واعتقال وتعذيب أبناء المنهج الصدري ، ومنعتهم من أداء صلاة الجمعة ، فها هو التاريخ يعيد نفسه ، ويعاد نفس المشهد ، ولكن الفهم يختلف هنا ، فعلى رأي (كارل ماركس) فالأشخاص الذين نراهم مرتين ، يأتون في المرة الأولى بشكل دراماتيكي ، ويأتون في المرّة الثانية بشكل(مهزلة) ، وبالمناسبة فأنا حين أتمثل بمقولة كارل ماركس فليس معناه أنني شيوعي أو ماركسي ، ولا داعي لتخرصات الأخوة من أصحاب (المزالق الشيطانية) ، فأنا أستمع القول وأتبع أحسنه ، وليكن أحدهم (عوناً) لنا وليس (عوناً) علينا .

المهم ... إن ما قامت به الحكومة الديمقراطية ومعها قوات الاحتلال من محاولات لاستئصال أبناء المنهج الصدري ، هي محاولات بائسة وغبية وخالية من الدقة في حسابات النتائج وهي دليل على (المراهقة) السياسية ليس إلاّ ، فرغم ما نال الصدريين من تغييب ومطاردة وتنكيل ، ولكن الواقع يرسم لنا صورة أخرى مغايرة تماماً للصورة المكتنزة في عقول أعداء المنهج الصدري وأعداء العراق ، وأعداء الإنسانية ، فالصورة لديهم عبارة عن تخيل وأمنيات لا تمت للواقع بصلة ، فهم يتصورون أن أبناء المنهج الصدري قد تلاشوا بين مطرقة الحكومة وسندان الاحتلال ، وهي صورة مشوشة وضبابية ، يدعمها هذا الكمون (المترقِب) لأبناء المنهج الصدري ، وتشير إليها إخفاقات (بعض) السياسيين المنتمين للمنهج الصدري ، داخل وخارج قبة البرلمان ، ويعززها هذا الصمت (الصدري) المكتنف بالضبابية والغموض ، وعدم قدرة أو (عجز) الساسة الصدريين على عقد (صفقة) لإعادة المفصولين والمطرودين الصدريين إلى وظائفهم واستغلال انهيار وتقهقر فرصة بعض الأحزاب في الفوز بأصوات الناخبين في الانتخابات المقبلة ، وحاجتهم لأصوات الصدريين التي من خلالها ذاقوا طعم السلطة في (الكرّة) الأولى .

والآن ، نجد إن من الضروري أن ندخل إلى العمق الصدري لكي نفهم كيف يمكننا رسم صورة واضحة للمستقبل ، وربما يمكننا من خلالها أن نتقصى حقيقة مستقبل الصدريين بإزاء الصورة الخاطئة التي اكتنزت بها مخيلة الواهمين من السياسيين الحاليين .

ويمكنني أن أعكر صفو البعض لأذكره بالنقاط المقتضبة التالية :-

1- إن الضغوط التي مارستها الحكومة العراقية على الصدريين أثبتت خطأ القاعدة الفيزيائية التي تقول بأن (الضغط يولد الانفجار) ، فرغم رهان البعض على (انفجار) الصدريين ، ورغم انتظارهم لهذا الانفجار بفارغ الصبر ، كي يعقدوا مجالس الحرب لاستئصال كامل أبناء هذا المنهج ، ولكن التناغم الحقيقي بين الصدريين (قيادة وقاعدة جماهيرية) ، وتحريهم الدقيق لما يرد من توجيهات عبر بيانات السيد القائد مقتدى الصدر ، كان قد فوّت الفرصة على أصحاب هذا المشروع ، وفت بعضدهم ، ومنح الصدريين فرصة الكمون والمناورة ، ومنحهم القابلية على امتصاص الصدمة ، وتحويلها إلى طاقة كامنة .

2- لقد استطاع الصدريّون أن يكشفوا أوراق أعدائهم ، ويشخصوا مواضع الكراهية ، ويعرفوا مكامن العداء ، ويفرزوا أصحاب الأجندات والمواقف ، ويضعوا أصابعهم على أصحاب الأجندات (الداخلية والخارجية) المشبوهة ، واستطاعوا أن يعرفوا مدى مصداقية المشاعر ، بل استطاعوا أن يميزوا الجهة التي يمكن أن تصبح بوابتهم بين الجهات الأربع ، واستطاعوا أن يعرفوا ماذا يحمل الشرق من مفاجآت ، وماذا يحمل الغرب من تطلعات ، وماذا يحمل الشمال من أجندات ، وماذا يحمل الجنوب من معطيات ، بل الأهم من هذا فقد عرفوا كيف تؤثر الموروثات والثقافات والعلاقات على تصرفات وممارسات القوى السياسية والدينية .


3- حتى هذه اللحظة ، كان للأزمة فضل كبير على الصدريين أن يعرفوا المتسللين بينهم ، ويشخصوا مواضع الخرق والأخطاء ، واستطاعوا أن يوظفوا دعوات السيد القائد للتهدئة وضبط النفس أو لتقنين الجهود أو تحديد المسؤوليات بشكل فاحص لمعرفة المنتمين الحقيقيين لهذا المنهج ، والمنتمين (الآنيين) له ، وأن يميزوا بين الساعين للوصول إلى أعلى مستويات الأداء ، والساعين لتشويه صورة المقاومة وتشويه صورة هذا المنهج ، وأن يعزلوا مواقف الأشخاص والعناوين ويختزنوها في ذاكرتهم ليوم الحساب ، ويمكن أن نفهم بأن المرحلة الحالية تمثل مرحلة تنقية للمنهج الصدري من شوائب العصابات وأهل المصالح والباحثين عن المكاسب .

4- لقد كانت وما زالت المرحلة تمثل (فاصلاً) للصدريين كي يعيدوا بناء أنفسهم ومؤسساتهم ، وأن يعرفوا سبب الإخفاقات على صعيد أداء المؤسسات الصدرية ، أو الهيئات ، أو الكتلة البرلمانية الصدرية ، وامتلكوا القدرة على التعامل مع الأزمة بعينين ثاقبتين ، إحداهما تنظر لحجم الأزمة ، والأخرى تنظر إلى حجم تعامل المؤسسات والشخصيات القيادية الصدرية مع هذه الأزمة ، وبالتالي فقد امتلكوا القدرة على التمييز بين الفاعل والخامل ، وبين المؤثر والمتأثر ، وبين الثابت والمتزعزع ، وبين الناشط والمترقب ، وعرفوا الأشخاص الذين امتهنوا المجاملة والمحاباة على حساب المبادئ ، وعرفوا أثمان من باعوا ، ومن بيعوا ، وعرفوا من أين (ستؤكل) الكتف مستقبلاً .

5- الذين قدموا الدماء ، وتعرضوا للتنكيل ، وأُخضعوا للتعذيب ، وأُذيقوا مر الإهانة والتشريد ، ورأوا بأعينهم هول ما عانته عوائلهم وما ذاقه أخوتهم من الانتهاكات ، هؤلاء كلهم لن ينسوا ملامح المجرمين ، ولن تمحو الأيام من ذاكرتهم صور العصابات التي انتهكتهم ، ولن ينخدعوا مرة أخرى بادعاءات المدّعين ، ولن يفوتوا فرصة (رد الجميل) مهما تسارعت الأحداث أو تطورت ، وكم حذرنا عبر مقالاتنا ولقاءاتنا التلفزيونية وعبر تصريحاتنا الصحفية من مغبة التمادي بالتصرفات غير الإنسانية التي اقترفها البعض من موضع العناد والحقد والكراهية ضد الصدريين ، وكم قلنا بأن العراقيين لن ينسوا ثاراتهم ولن يتجاوزوا صور الهتك الذي تعرضوا له ، ولن تمنعهم المسافات من الوصول ، وكم قلنا بأن الدم لا ينتهي أبداً ، ولكن رغبة البعض في الانتقام غير المبرر من أبناء وأتباع محمد الصدر ، لم تكن لتمنحهم فرصة إعادة النظر والانتباه لحجم وخطورة الأثر النفسي المخزون في ذاكرة الفقراء .

6- ثمة أنموذج يمكننا أن نستقرئ من خلاله قوة الصدريين وطاقتهم ، فقد تناهى إلى أسماعنا أن أحد أبناء المنهج الصدري من المعممين المعتقلين في أحد سجون (العراق) ، قد جيء به إلى التحقيق ، معصوب الأعين ، فحاول المحقق أن برعبه قائلاً :- (لأرينـّك تعذيباً لم تذقه حتى في زمن صدام) فكان أن أجابه هذا الشيخ بكل برود :- (لأرينك صبراً لم تره في حياتك) ، وهذا يدل على أن هذا المحقق يعرف بأن هذا الشيخ كان قد ذاق التعذيب في سجون صدام ، وهو خلاف دعاية البعض بأن الصدريين هم من البعثيين ، وهو يتبجح بأن له من أساليب التعذيب ما هي أشد قذارة من أساليب التعذيب الصدامية ، ومنها نستطيع معرفة حجم القوة والصبر والعناد الذي يتمتع به الصدريون والذي وظفوه أيما توظيف في مرحلة كان فيها (أبطال السلطة) لا يستطيعون إخراج رؤوسهم من نوافذ بيوتهم .

المفترض بالحكومة ، أن تعي حجم أبناء المنهج الصدري ، وأن تلتفت لتعوضهم عن الحيف الذي لحق بهم ، وأن تعيدهم إلى وظائفهم الرسمية ، وأن تعرف بأن لهؤلاء أسر وعوائل ومتطلبات ، وأن لا تلجئهم إلى البحث عن (إحدى الحسنيين) ، وأن لا تفسح المجال للبعض أن ينفس عن حقده وكراهيته لأبناء هذا المنهج ، فالصدريّون عراقيون ، وهم أبناء هذا الوطن ، ومواقفهم تثبت أهميتهم ، وكل إرهاصات المستقبل تثبت أن المستقبل لهم ، وأنهم عائدون لا محالة ، وأنهم لم ولا ولن يندثروا ، ولا ينخدعن البعض بصمت الصدريين ، فهو (فاصل) ...ثم نعود إليكم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فاصل ...ونعود إليكم ...!!!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
F-IrAq :: المنتدى العام :: المنتدى السياسي-
انتقل الى: