F-IrAq
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

F-IrAq

منتدى اصدقاء العراق & منتدى كل العراقيين من الشمال الى الجنوب
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 نهج البلاغه جزء (3) لامير المؤمنين (ع)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زائر
زائر




نهج البلاغه جزء (3) لامير المؤمنين (ع) Empty
مُساهمةموضوع: نهج البلاغه جزء (3) لامير المؤمنين (ع)   نهج البلاغه جزء (3) لامير المؤمنين (ع) Icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 19, 2008 5:11 am

وقال(عليه السلام)
لمّا قتل الخوارج

فقيل له: يا أميرالمؤمنين، هلك القوم بأجمعهم، فقال:

كَلاَّ وَالله، إِنَّهُمْ نُطَفٌ فِي أَصْلاَبِ الرِّجَالِ، وَقَرَارَاتِ النِّسَاءِ(1)، كُلَّمَا نَجَمَ مِنْهُمْ قَرْنٌ قُطِعَ(2)، حَتَّى يَكُونَ آخِرُهُمْ لُصُوصاً سَلاَّبِينَ.

[ 60 ]
وقال(عليه السلام) فيهم

لاَ تَقْتُلُوا الْخَوَارِجَ بَعْدِي، فَلَيْسَ مَنْ طَلَبَ الْحَقَّ فَأَخْطَأَهُ، كَمَنْ طَلَبَ الْبَاطِلَ فَأَدْرَكَهُ.
يعني: معاوية وأصحابه.

____________

1. قَرَارات النساء: كناية عن الارحام.

2. كُلّما نَجَمَ منهم قَرْنٌ قُطِعَ: كلما ظهر أوطلع منهم رئيس قُتل.

الصفحة 120

[ 61 ]
ومن كلام له (عليه السلام)
لمّا خُوِّف من الغيلة(1)

وَإِنَّ عَلَيَّ مِنَ اللهِ جُنَّةً(2) حَصِينةً، فَإِذَا جَاءَ يَوْمِي انْفَرَجَتْ عَنِّي وَأَسْلَمَتْنِي; فَحِينَئِذ لاَ يَطِيشُ السَّهْمُ(3)، وَلاَ يَبْرَأُ الْكَلْمُ(4).

[ 62 ]
ومن خطبة له (عليه السلام)
[يحذر من فتنة الدنيا]

أَلاَ وإنَّ الدُّنْيَا دَارٌ لاَ يُسْلَمُ مِنْهَا إِلاَّ فِيهَا، وَلاَ يُنْجَى بِشَيْء كَانَ لَهَا، ابْتُلِيَ النَّاسُ بِهَا فِتْنَةً، فَمَا أَخَذُوهُ مِنْهَا لَهَا أُخْرِجُوا مِنْهُ وَحُوسِبُوا عَلَيْهِ، وَمَا أَخَذُوهُ مِنْهَا لِغَيْرِهَا قَدِمُوا عَلَيْهِ وَأَقَامُوا فِيهِ; فَإِنَّهَا عِنْدَ ذَوِي الْعُقُولِ كَفَيْءِ الظِّلِّ، بِيْنَا تَرَاهُ سَابِغاً(5) حَتَّى قَلَصَ(6)، وَزَائِداً حَتَّى نَقَصَ.

____________

1. الغَيْلة: القتل على غِرّة بغير شعور من المقتول كيف يأتيه القاتل.

2. الجُنّة ـ بالضم ـ: الوقاية والملجأ والحصن، وقد سبقت.

3. طاش السهم عن الهدف ـ من باب باع ـ أي: جاوره ولم يصبه.

4. الكَلْمُ ـ بالفتح ـ: الجرح.

5. سابغاً: ممتداً ساتراً للارض.

6. قَلَصَ: انقبض.
الصفحة 121

[ 63 ]
ومن خطبة له (عليه السلام)
[في المبادرة إلى صالح الاعمال]

وَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ، وَبَادِرُوا آجَالَكُمْ بِأَعْمَالِكُمْ(1)، وَابْتَاعُوا(2) مَا يَبْقَى لَكُمْ بِمَا يَزُولُ عَنْكُمْ، وَتَرَحَّلُوا(3) فَقَدْ جُدَّ بِكُمْ(4)، وَاسْتَعِدُّوا لِلْمَوْتِ فَقَدْ أَظَلَّكُمْ(5)، وَكُونُوا قَوْماً صِيحَ بِهمْ فَانْتَبَهُوا، وَعَلِمُوا أَنَّ الدُّنْيَا لَيْسَتْ لَهُمْ بِدَار فَاسْتَبْدَلُوا; فَإِنَّ اللهَ لَمْ يَخْلُقْكُمْ عَبَثاً، وَلَمْ يَتْرُكْكُمْ سُدىً(6)، وَمَا بَيْنَ أَحَدِكُمْ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ أَوِ النَّارِ إِلاَّ الْمَوْتُ أَنْ يَنْزِلَ بِهِ.

وَإِنَّ غَايَةً تَنْقُصُهَا اللَّحْظَةُ، وَتَهْدِمُهَا السَّاعَةُ، لَجَدِيرَةٌ بِقِصَرِالْمُدَّةِ، وَإِنَّ غَائِباً يَحْدُوهُ الْجَدِيدَانِ(7): اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، لَحَرِيٌّ(Cool بِسُرْعَةِ الاَْوْبَةِ(9)، وَإِنَّ

____________

1. بَادِرُوا آجالَكُمْ بأعمالِكُم أي: سابقوها وعاجلوها بها.

2. ابتاعوا: اشتروا ما يبقى من النعيم الابدي، بما يفنى من لذة الحياة الدنيا وشهواتها المنقضية.

3. الترحّل: الانتقال، والمراد هنا لازمه، وهو: إعداد الزاد الذي لا بدّ منه للراحل.

4. جُدّ بكم: أي حُثِثْتم وأُزْعجتم إلى الرحيل.

5. أظَلّكم: قرب منكم من كأنّ له ظّلاً قد ألقاه عليكم.

6. سُدى: مهملين.

7. يحدوه: يسوق،والجديدان: الليل والنهار.

8. حَرِيّ: جدير.

9. الاوْبَة: الرجعة.
الصفحة 122
قَادِماً يَقْدُمُ بِالفَوْزِ أَوالشِّقْوَةِ لَمُسْتَحِقٌّ لاَِفْضَلِ الْعُدَّةِ، فَتَزَوَّدُوا فِي الدُّنيَا مِنَ الدُّنْيَا مَا تَحْرُزُونَ بِهِ نُفُوسَكُمْ(1) غَداً.

فَاتَّقَىْ عَبْدٌ رَبِّهُ، نَصَحَ نَفْسَهُ، قَدَّمَ تَوْبَتَهُ، غَلَبَ شَهْوَتَهُ، فَإِنَّ أَجَلَهُ مَسْتُورٌ عَنْهُ، وَأَمَلَهُ خَادِعٌ لَهُ، والشَّيْطَانُ مُوَكَّلٌ بِه، يُزَيِّنُ لَهُ الْمَعْصِيَةَ لِيَرْكَبَهَا، وَيُمَنِّيهِ التَّوْبَةَ لِيُسَوِّفَهَا(2)، حتّى تَهْجُم مَنِيَّتُهُ عَلَيْهِ أَغْفَلَ مَا يَكُونُ عَنْهَا.

فَيَالَهَا حَسْرَةً عَلَى كُلِّ ذِي غَفْلَة أَنْ يَكُونَ عُمُرُهُ عَلَيْهِ حُجَّةً، وَأَنْ تُؤَدِّيَهُ أَيَّامُهُ إِلَى الشِّقْوَةِ!

نَسْأَلُ اللهَ سُبْحَانَهُ أَنْ يَجْعَلَنَا وَإِيَّاكُمْ مِمِّنْ لاَ تُبْطِرُهُ نَعْمَةٌ(3)، وَلاَ تُقَصِّرُ بِهِ عَنْ طَاعَةِ رَبِّهِ غَايَةٌ، وَلاَ تَحُلُّ بِهِ بَعْدَ الْمَوْتِ نَدَامَةٌ وَلاَ كَآبَةٌ.

[ 64 ]
ومن خطبة له (عليه السلام)
[وفيها مباحث لطيفة من العلم الالهي]

[الْحَمْدُ للهِ] الَّذِي لَمْ تَسْبِقْ لَهُ حَالٌ حالاً، فَيَكُونَ أَوَّلاً قَبْلَ أَنْ يَكُونَ آخِراً، وَيَكُونَ ظَاهِراً قَبْلَ أَنْ يَكُونَ بَاطِناً.

كُلُّ مُسَمّىً بِالْوَحْدَةِ غَيْرَهُ قَلِيلٌ، وَكُلُّ عَزِيز غَيْرَهُ ذَلِيلٌ، وَكُلُّ قَوِي غَيْرَهُ

____________

1. ما تَحْرُزُون به نفوسكم أي: تحفظونها به.

2. يُسَوّفها: يؤجّلها ويؤخرها.

3. لا تُبْطِرُهُ النعمة: لا تطغيه، ولا تسدل على بصيرته حجاب الغفلة عما هو صائر إليه.
الصفحة 123
ضَعِيفٌ، وَكُلُّ مَالِك غَيْرَهُ مَمْلُوكٌ، وَكُلُّ عَالِم غَيْرَهُ مُتَعَلِّمٌ، وَكُلُّ قَادِر غَيْرَهُ يَقْدِرُ وَيَعْجَزُ، وَكُلُّ سَمِيع غَيْرَهُ يَصَمُّ(1) عَنْ لَطِيفِ الاَْصْوَاتِ، ويُصِمُّهُ كَبِيرُهَا، وَيَذْهَبُ عَنْهُ مَا بَعُدَ مِنْهَا، وَكُلُّ بَصِير غَيْرَهُ يَعْمَى عَنْ خَفِيِّ الاَْلْوَانِ وَلَطِيفِ الاَْجْسَامِ، وَكُلُّ ظَاهِر غَيْرَهُ غَيْرُ بَاطِن، وَكُلُّ بَاطِن غَيْرَهُ غَيْرُ ظَاهِر.

لَمْ يَخْلُقْ مَا خَلَقَهُ لِتَشْدِيدِ سُلْطَان، وَلاَ تَخْوُّف مِنْ عَوَاقِبِ زَمَان، وَلاَ اسْتِعَانَة عَلَى نِدّ (2) مُثَاوِر(3)، وَلاَ شَرِيك مُكَاثِر(4)، وَلاَ ضِدّ مُنَافِر(5); وَلكِنْ خَلاَئِقُ مَرْبُوبُونَ(6)، وَعِبَادٌ دَاخِرُونَ(7)، لَمْ يَحْلُلْ فِي الاَْشْيَاءِ فَيُقَالَ: هُوَ فيها كَائِنٌ، وَلَمْ

____________

1. يَصَمّ ـ بفتح الصاد ـ: مضارع «صَمّ» ـ من باب علم ـ إذا أصيب بالصمم وفقد السمع; وما عظم من الاصوات حتى فات المألوف الذي يستطيع احتماله يحدث فيها الصمم بصدعه لها.

2. النِّد ـ بكسر النون ـ: النظير والمثل، ولا يكون إلاّ مخالفاً، وجمعه أنداد مثل حِمْل وأحْمال.

3. المثاور: المُوَاثِب والمُحارِب.

4. الشريك المكاثرِ: المُفاخِرُ بالكثرة، هذا إذا قرىء بالثاء المثلثة، ويروى «المكابر» ـ بالباء الموحدة ـ أي: المفاخر بالكِبْر والعظمة.

5. الضّدّ المُنافِر: الذي يحاكي ضده في الرفعة والنسب فيغلبه.

6. مَرْبُوبُون: أي مملوكون.

7. داخِرون: أذِلاّء، من دخر.
الصفحة 124
يَنْأَ عَنْهَا(1) فَيُقَالَ: هُوَ مِنْهَا بَائِنٌ(2).

لَمْ يَؤُدْهُ(3) خَلْقُ مَا ابْتَدَأَ، وَلاَ تَدْبِيرُ مَا ذَرَأَ(4)، وَلاَ وَقَفَ بِهِ عَجْرٌ عَمَّا خَلَقَ،وَلاَ وَلَجَتْ(5) عَلَيْهِ شُبْهُةٌ فِيَما قَضَى وَقَدَّرَ، بَلْ قَضَاءٌ مُتْقَنٌ، وَعِلْمٌ مُحْكَمٌ، وَأَمْرٌ مُبْرَمٌ(6). المَأْمُولُ مَعَ النِّقَمِ، المرَهُوبُ مَعَ النِّعَمِ!

[ 65 ]
ومن كلام له (عليه السلام)
[في تعليم الحرب والمقاتلة]
في بعض أيام صفين

مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ: اسْتَشْعِرُوا الْخَشْيَةَ(7)، وَتَجَلْبَبُوا(Cool السَّكِينَةَ،

____________

1. لم ينأ عنها أي: لم ينفصل انفصالَ الجسم. 2. بائن: منفصل.

3. لم يَؤدْه: لم يُثْقِلْهُ، آدَهُ الامرُ; يَأوده: أثقله وأتعبه.

4. ذرأ: خلق.

5. وَلَجَتْ عليه: دَخَلَتْ.

6. مُبْرَم: محتوم، وأصله من «أبْرَمَ الحبلَ» جعله طاقَيْن، ثم فتله، وبهذا أحكمه.

7. اسْتَشْعِرُوا الخَشْيَةَ: اجعلوها من شِعاركم. والشعار هو ما يلي البدنَ من الثياب.

8. تَجَلْببَ: لبِسَ الجِلْبَابَ، وهو ما تغطي به المرأة ثيابها من فوق.
الصفحة 125
وَعَضُّوا عَلَى النَّوَاجِذِ(1)، فَإِنَّهُ أَنْبَى لِلْسُّيُوفِ(2) عَنِ الْهَامِ(3)، وَأَكْمِلُوا اللاَّْمَةَ(4)، وَقَلْقِلُوا السُّيُوفَ(5) فِي أَغْمَادِهَا(6) قَبْلَ سَلِّهَا، وَالْحَظُوا الْخَزْرَ(7)، وَاطْعُنُوا الشَّزْرَ(Cool، وَنَافِحُوا بِالظُّبَا(9)، وَصِلُوا السُّيُوفَ بَالْخُطَا(10)، وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ

____________

1. النواجذ: جمع ناجذ، وهو أقصى الاضراس. ولكلّ إنسان أربعة نواجذ وهي بعد الارْحاءِ. ويسمى الناجذ ضرْسَ العقل. وإذا عضضت على ناجِذك تصلّبَتْ أعصابك وعضلاتك المتصلة بدماغك.

2. أنْبَى للسيوف: أبعد عنها.

3. الهام: جمع هامة، وهي الرأس.

4. اللاْمَة: الدّرع. وإكمالها أن يُزَاد عليها البَيْضَةُ ونحوها. وقد يراد من اللامة آلات الحرب والدفاع، وإكمالها على هذااستيفاؤها.

5. قَلْقِلُوا السيوف: حرّكوها في أغمادها.

6. الاغْماد: جمع غمد وهو بيت السيف.

7. الخزَر ـ محركةً، وسكّنها مراعاةً للسجعة الثانية ـ: النظر من أحد الشقّين، وهو علامة الغضب.

8. الشّزْر ـ بفتح الشين ـ: الطعن في الجوانب يميناً وشمالاً.

9. نافحوا بالظّبا; نافحوا: كافحوا وضاربوا، والظّباـ بالضم ـ: جمع ظبة، وهي طرف السيف وحدّه.

10. صِلُوا السّيوفَ بالخُطَا: صِلوا من الوصل أي: اجعلوا سيوفكم متصلةً بخطا أعدائكم، جمع خطوة.
الصفحة 126
بِعَيْنِ اللهِ، وَمَعَ ابْنِ عَمِّ رَسُولِ اللهِ(صلى الله عليه وآله)، فَعَاوِدُوا الْكَرَّ، وَاسْتَحْيُوا مِنَ الْفَرِّ(1)، فَإِنَّهُ عَارٌ فِي الاَْعْقَابِ(2)، وَنَارٌ يَوْمَ الْحِسَابِ، وَطِيبُوا عَنْ أَنْفُسِكُمْ نَفْساً، وَامْشُوا إِلَى الْمَوْتِ مَشْياً سُجُحاً(3)، وَعَلَيْكُمْ بِهذَا السَّوَادِ الاَْعْظَمِ، وَالرِّوَاقِ المُطَنَّبِ(4)، فَاضْرِبُوا ثَبَجَهُ(5)، فإِنَّ الشَّيْطَانَ كَامِنٌ فِي كِسْرِهِ(6)، قَدْ قَدَّمَ لِلْوَثْبَةِ يَداً، وَأَخَّرَ لِلنُّكُوصِ رِجْلاً; فَصَمْداً صَمْداً!(7) حَتَّى يَنْجَلِيَ لَكُمْ عَمُودُ الْحَقِّ (وَأَنْتُمُ الاَْعْلَوْنَ وَاللهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ)(Cool

____________

1. الفَرّ: الفرار.

2. عَارٌ في الاعْقاب: هنا الاولاد، لانهم يُعْيّرُون بفرار آبائهم.

3. السُجُح ـ بضمتين ـ: السهل.

4. الرِّوَاق المُطَنّب; الرواق ـ ككتاب وغراب ـ: الفسطاط، والمُطَنّب: المشدود بالاطْنَاب جمع طُنُب ـ بضمتين ـ وهو حبل يشدّ به سُرَادِقُ البيت.

5. الثَبَجَ ـ بالتحريك ـ: الوسط.

6. كِسْرُه ـ بالكسر ـ: شِقّه الاسفل، كناية عن الجوانب التي يفر إليها المنهزمون.

7. الصَّمْد: القصد، أي: فاثبتوا على قصدكم.

8. (لن يَتِرَكُم أعمالكم): لن ينقصكم شيئاً من جزائها.
الصفحة 127

[ 66 ]
ومن كلام له (عليه السلام)
في معنى الانصار

قالوا: لمّا انتهت إلى أميرالمؤمنين(عليه السلام) أنباء السقيفة(1) بعد وفاة رسول الله(صلى الله عليه وآله)، قال(عليه السلام): ما قالت الانصار؟

قالوا: قالت: منا أمير ومنكم أمير.

قال(عليه السلام): فَهَلاَّ احْتَجَجْتُمْ عَلَيْهِمْ: بِأَنَّ رَسُولَ اللهِ(صلى الله عليه وآله) وَصَّى بِأَنْ يُحْسَنَ إِلَى مُحْسِنِهمْ، وَيُتَجَاوَزَ عَنْ مُسِيئِهِمْ؟

قالوا: وما في هذا من الحجّة عليهم؟

فقال(عليه السلام): لَوْ كَانَتِ الامارة فِيهمْ لَمْ تَكُنِ الْوَصِيَّةُ بِهِمْ.

ثم قال: فَمَاذَا قَالَتْ قُرَيْشٌ؟

قالوا: احتجت بأَنها شجرة الرسول(صلى الله عليه وآله).

فقال(عليه السلام): احْتَجُّوا بِالشَّجَرَةِ، وَأَضَاعُوا الَّثمَرَةَ.

[ 67 ]
ومن كلام له (عليه السلام)
لمّا قلد محمّد بن أبي بكر مصر فملكت عليه وقتل

وَقَدْ أَرَدْتُ تَوْلِيَةَ مِصْرَ هَاشِمَ بْنَ عُتْبَةَ، وَلَوْ وَلَّيْتُهُ ِيَّاهَا لَما خَلَّى لَهُمُ الْعَرْصَةَ(2)، وَلاَ أَنْهَزَهُمُ الْفُرْصَةَ، بَلاَ ذَمٍّ لُِمحَمَّدِ بْنِ أَبي بَكْر، فَلَقَدْ كَانَ إِلَيَّ حَبِيباً، وَكَانَ لي رَبِيباً.

____________

1. سقيفة بني ساعدة: اجتمع فيها بعض الصحابة بعد وفاة النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) لاختيار خليفة له.

2. العَرْصَة: كل بقعة واسعة بين الدّور. والمراد ما جعل لهم مجالاً للمغالبة. وأراد بالعرصة عَرْصَةَ مصر، وكان محمد قد فرّ من عدوّه ظنّاً منه أنه ينجو بنفسه، فأدركوه وقتلوه.
الصفحة 128

[ 68 ]
ومن كلام له (عليه السلام)
في ذمّ أصحابه

كَمْ أُدَارِيكُمْ كَمَا تُدَارَى الْبِكَارُ الْعَمِدَةُ(1)، وَالثِّيَابُ الْمتَدَاعِيَةُ!(2) كُلَّما حِيصَتْ(3) مِنْ جَانِب تَهَتَّكَتْ(4) مِنْ آخَرَ، كُلَّما أَطَلَّ عَلَيْكُمْ مَنْسِرٌ(5) مِنْ مَنَاسِرِ أَهْلِ الشَّامِ أَغْلَقَ كُلُّ رَجُل مِنْكُمْ بَابَهُ، وَانْجَحَرَ(6) انْجِحَارَ الضَّبَّةِ في جُحْرِهَا، وَالضَّبُعِ فِي وِجَارِهَا(7).

الذَّلِيلُ وَاللهِ مَنْ نَصَرْتُمُوهُ! وَمَنْ رُمِيَ بِكُمْ فَقَدْ رُمِيَ بِأَفْوَقَ نَاصِل(Cool.

____________

1. البِكار ـ ككتاب ـ جمع بكر: الفتيّ من الابل. العَمِدة ـ بفتح فكسر ـ: التي انفضح داخلُ سنَامِها من الركوب، وظاهُرهُ سليم.

2. الثياب المُتداعية: الخَلقَةُ المُتَخَرّقة. ومُدَاراتها: استعمالها بالرفق التام.

3. حيصَتْ: خِيطَتْ.

4. تَهَتّكَتْ: تَخَرّقَتْ.

5. المَنْسر ـ كمجلس ومنبر ـ: القطعة من الجيش تمر أمام الجيش الكثير. وأطلّ: أشرف.

6. إنْجَحَرَ: دخَلَ الجُحْرَ.

7. الوِجار ـ بالكسر ـ: جُحْرُ الضّبُع وغيرها.

8. الافْوَق من السهام: ما كُسر فُوقُهُ، أي موضع الوتر منه. والناصل: العاري من النصل. والسهم إذا كان مكسور الفُوقِ عارياً عن النصل لم يؤثّر في الرمية.
الصفحة 129
إِنَّكُمْ ـ وَاللهِ ـ لَكَثِيرٌ فِي الْبَاحَاتِ(1)، قَليِلٌ تَحْتَ الرَّايَاتِ، وَإِنِّي لَعَالِمٌ بِمَا يُصْلِحُكُمْ، وَيُقِيمُ أَوَدَكُمْ(2)، وَلكِنِّي واللهِ لاَ أَرى إِصْلاَحَكُمْ بَإِفْسَادِ نَفْسِي.

أَضْرَعَ اللهُ خُدُودَكُمْ(3)، وَأَتْعَسَ جُدُودَكُمْ(4)! لاَ تَعْرِفُونَ الْحَقَّ كَمَعْرِفَتِكُمُ الْبَاطِلَ،وَلاَ تُبْطِلُونَ الْبَاطِلَ كَإِبطَالِكُمُ الْحَقَّ!

[ 69 ]
وقال(عليه السلام)
في سُحرة(5) اليوم الذي ضرب فيه

مَلَكَتْنِي عَيْنِي(6) وَأَنَا جَالِسٌ، فَسَنَحَ لي رَسُولُ اللهِ(صلى الله عليه وآله)(7): يَا رَسُولَ اللهِ، مَاذَا لَقِيتُ مِنْ أُمَّتِكَ مِنَ الاَْوَدِ وَاللَّدَدِ؟ فَقَالَ: «ادْعُ عَلَيْهِمْ»، فَقُلْتُ: أَبْدَلَنِي اللهُ بِهمْ خَيْراً لي مِنْهُمْ، وَأَبْدَلَهُمْ بِي شَرّاً لَهُمْ مِنِّي.
يعني(عليه السلام) بالاود: الاعوجاج، وباللدد: الخصام. وهذا من أفصح الكلام.

____________

1. الباحات: الساحات.

2. أوَدَكم ـ بالتحريك ـ: اعوجاجكم.

3. أضْرَعَ الله خُدُودَكم: أذلّ الله وجوهكم.

4. وأتْعَسَ جُدُودَكم، أي: حط من حظوظكم. والتّعَسَ: الانحطاط والهلاك والعثار.

5. السُّحْرة ـ بالضم ـ: السّحَر الاعلى من آخر الليل.

6. مَلَكَتْني عَيْني: غلبني النوم.

7. سنح لي رسول الله: مرّبي كما تسنح الظباء والطير.
الصفحة 130

[ 70 ]
ومن كلام له (عليه السلام)
في ذم أَهل العراق

[وفيها يوبّخهم على ترك القتال، والنصر يكاد يتمّ، ثم تكذيبهم له]

أَمَّا بَعْدُ يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ، فَإِنَّمَا أَنْتُمْ كَالْمَرْأَةِ الْحَامِلِ، حَمَلَتْ فَلَمَّا أَتَمَّتْ أَمْلَصَتْ(1)، وَمَاتَ قَيِّمُهَا(2)، وَطَالَ تَأَيُّمُهَا(3)، وَوَرِثَهَا أَبْعَدُهَا.

أَمَا وَاللهِ مَا أَتَيْتُكُمُ اخْتِيَاراً، وَلكِنْ جَئْتُ إِلَيْكُمْ سَوْقاً، وَلَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّكُمْ تَقُولُونَ: [عَليٌّ ]يَكْذِبُ، قَاتَلَكُمُ اللهُ! فَعَلَى مَنْ أَكْذِبُ؟ أَعَلَى اللهِ؟ فَأَنَا أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِهِ! أَمْ عَلَى نَبِيِّهِ؟ فَأَنَا أَوَّلُ مَنْ صَدَّقَهُ! كَلاَّ وَاللهِ، ولكِنَّهَا لَهْجَةٌ غِبْتُمْ عَنْهَا، وَلَمْ تَكُونُوا مِنْ أَهْلِهَا، وَيْلُ امِّهِ(4)، كَيْلاً بِغَيْرِ ثَمَن! لَوْ كَانَ لَهُ وِعَاءٌ، (وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِين).

____________

1. أمْلَصَت: أسقطت، وألقت ولدها ميتاً.

2. قَيّمها: زوجها.

3. تأيُّمُها: خلُوّها من الازواج.

4. ويْلُ امّهِ: كلمة استعظام تقال في مقام المدح وإن كان أصل وضعها لضده، ومثل ذلك معروف في لسانهم، يقولون للرجل يعظمونه ويقرظونه: «لا أبالك». في الحديث «فاظفر بذات الدين تربت يداك».
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر




نهج البلاغه جزء (3) لامير المؤمنين (ع) Empty
مُساهمةموضوع: رد: نهج البلاغه جزء (3) لامير المؤمنين (ع)   نهج البلاغه جزء (3) لامير المؤمنين (ع) Icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 19, 2008 12:06 pm

يسلموووووووو سمبل ع مواضيعك الحلوة عاشت ايدك يامبدع
تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نهج البلاغه جزء (3) لامير المؤمنين (ع)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
F-IrAq :: المنتدى الديني :: منتدى الدين الاسلامي-
انتقل الى: