رثائيه محبس للشاعر المبدع صادق الصافي
آنه أخاف أعليك منَّه أو آنه أخاف أعليك من الجنة تفلس
وين طاير واليريد ايطير ما يطلع امهلَّس
كتب الشاعر صادق الصافي ينادي المطرب محيبس بعد موته
كاظم جهاد الزهيري
كتب الشاعر العزيز صادق الصافي قصيدة أمتلأت بالحزن ورهبة الموت وكان ذلك في رثاء له لصديقه الذي
تقاسم معه مرحلة الطفولة وهمس الشباب ومحطات أخرى عند المشيب. كان ذلك هو المطرب الشعبي (محيبس) الذي
كان يكنى بأبي أنس. ولا بد لنا أن نعرف شيئاً بسيطاً عن هذا المطرب قبل الدخول في القصيدة.
قال عنه الأستاذ الباحث ثامر عبد الحسن العامري في كتابه (المغنون الريفيون وأطوار الأبوذية العراقية): إنه المطرب
محيبس ياسر ساهي الشويلي من مواليد قضاء الرفاعي، كان من المطربين الذين يجيدون أداء ثلاثة أطوار رئيسية
بإتقان تام هي (الغافلي والأميري والحياوي)، يمتلك صوتاً فيه مزيج من الحزن والفرح ويمتلك حنجرة تشد المستمع
بشوق ولهفة ولذلك كتب الشاعر صادق الصافي قصيدته (مات محبس) يستذكر تلك اللحظات الراحلة وتلك الأعين
الحالمة فله أكثر من قصة في دفاتره القديمة. يستذكر أوراق الصفصاف وضفاف الغراف وعشاق النهر فيلتمس صحوة
العمر في هذه القصيدة ليمد الجسور الى ذلك الراقد دون عودة. كان رثاؤه لصديقه الحميم حين سماع نبأ وفاته في مدينة
الكوت فما كان من صادق إلا أن يقول لصديقه: (هاك شغفي وحبي شعراً بمهجة ملتاعة وقلب يتلذذ بالذكرى معززاً ذلك
الشعور بتلك المفردات التي أعطت قدرة تعبيرية امتازت باللوم والعتاب). (القصيدة)
مات محبس
والكمر منذور ودالك جفن من عنده تلبس أبيض امن خيوط فضة أو أترف أنواع الحرير أو أخف ملبس
مات أبو ونسه اليوَنِّسْ هالشباب أو ما تونَّس
مات أبو ونسه الترس صوته الشواطي أو حتى طير الدوح ونَّس
مات محبس مات ما ضاك الفرح من عمره ساعة
إمشرد أو محنوك سكته أو لا تنفس
وين رايح ما إلك بالكوت حفلة
أو لا صديج التعتنيله أو توَّه عرَّس
وين رايح مو جنت متعوب والمتعوب حتى ابكيش يغطَسْ
وين رايح شايل ابروحك نواعير العطش والجالي أملَسْ
مات محبس هذا روج الكوت عالي أو كبلك خضير مطر لليوم سكته أو لا تنفَّس
آنه أخاف أعليك منَّه أو آنه أخاف أعليك من الجنة تفلس
وين طاير واليريد ايطير ما يطلع امهلَّس
لا تصدك الذيب يضحك أو من يكشر كول ضرَّس
لا يُغرَّك ما ينام الليل ساعة أو أبد ما فد يوم نعَّس
مات محبس وين ربعك..وين ذاك الجان يعزف عالربابه
أوين ذاك الجان لو دك الخشب من كاعه هوَّسْ
مات محبس والكمر منذور ودالك جفن من عنده تلبس
اتمنى ان تعجبتكم
تحياتي للجميع
الحارث الشويلي.