إلى القائل بأن هذه الحكومة تحكم بحكم الإمام علي

أنت لم تسمني في مقالتك لغاية في نفسك، وانا لن أسميك استهانة بك، ولأنك اسم على غير مسمى، فأنت – وعلى عكس سميك- تلجأ للمغالطات والاختلاق ولي المنطق وتحوير قول الخصم لكي تكسب جولة، وفي الواقع أنت لا تصارع إلا نفسك، وأيهما يغلب فأنت الخاسر لا محال، لذلك سأكتفي بكشف بعض جوانب أسلوبك اللاعقلاني في النقاش والجدال خدمة للقراء:
1. لم أضع شهادة الدكتوراة أمام اسمي من دون حق لأني اكتسبتها بجدارة من جامعة بريطانية معروفة على عكس مزوري الشهادات من أزلام هذه الحكومة وأحزابها.
2. لا يحتاج الحكم ببطلان الإتفاقية الأمنية إلى عصمة، كما أن موافقة اكثرية من الناس على أمر ما أو سكوتهم عليه عليه ليس دليلاً على صحته أو شرعيته من منطلق ديني، ولو طبقنا معيارك على الخلاف بين المسلمين وغيرهم لكان استنتاجك بأن المسلمين على خطأ لأنهم أقلية بين البشر، وأسألك هل مذهب الشيعة باطل لأنهم أقلية؟
3. أنت تدعي معرفتك ببواطن نفسي عندما تتهمني بأني عدت في 2004م طمعاً بمنصب، وأعظم البشر المعصوم الرسول (ص) أنكر معرفته بما يختلج في نفوس الناس، لأن الله وحده عليم بذات الصدور، فهل أنت الله؟ ام أنك تدعي معرفتي شخصياً وبأني أسريت لك برغبتي في الحصول على منصب؟ فأنا والحمد لله لا أعرفك، وينم كلامك عن طريقة تفكيرك وغاياتك الذاتية التي لا مكان فيها للحنين للأهل والوطن، أما المنصب الذي تتحدث عنه فهو للذين يرتضون لأنفسهم خدمة الإحتلال الأمريكي وأهدافه، والدليل على ذلك ما بلغني عن أحد أقاربي الذي يشغل منصباً رفيعاً جداً في الدولة بأن "الأمر كله بيد الأمريكان"، وإذا كنت أنت ترضى بمنصب خدمة للمصالح الأمريكية فأنا أعده أكبر الموبقات، التي أترفع عن اقترافها.
4. أنت تناقض نفسك، ففي جملة تستنكر قولي بأن ليس من حق أحد التنازل عن حقوق العراقيين في السيادة والحرية والإستقلال، ثم تستدرك قائلاً بأن قولي صحيح، وكما قلت لك سابقاً فإن عديم الحجة عدو نفسه.
5. أنت تشبهني بالطاغية صدام حسين في اتهامك لي بفرض رأيي على الآخرين، وهو أسلوب رخيص وبالي في التجريح، وادعاؤك منتهى السخف، فكيف يتسنى لي فرض أرائي على الغير من دون سلطة وقوة كالتي يمتلكها اليوم آل الحكيم وحزب الدعوة وحلفائهما من الأكراد؟ والحقيقة الناصعة هي أنك اقرب لصدام حسين وأشباهه في التفكير والسلوك عندما ترفض ممارستي لحقي في التعبير الحر عن أرائي، وتحاول إسكاتي بردودك الواهية، التي لن تزيدني إلا تصميماً وعزماً على الإستمرار في نهجي.
6. أما الفائدة التي سيجنيها العراق وحكامه الحاليون من التحالف مع أمريكا فهي نفسها التي جناها العراق والطاغية صدام وحزبه عندما تحالف مع أمريكا في حربه على إيران المسلمة.
7. ينبغي لك الالتزام بالموضوعية في نقل أراء الخصوم وعدم تأويلها بالباطل وبما تشتهي نفسك، فأنا عندما كتبت في رسالتي المفتوحة إلى ابن عمي: "لقد فجعنا بفقدان أعزة لنا يفوق عددهم مجموع ما خسرنا في حروب الطاغية صدام وما قبله" كان الخطاب موجهاً إلى ابن عمي، والأعزة المقصودون هم أفراد عائلتنا، الذين قضوا على أيدي الإرهابيين الذين دعاهم الأمريكان للمنازلة على أرض العراق، من دون اعتراض مجلس آل الحكيم وحزب الدعوة، اما الأرقام التي ذكرتها في ردك فلا بد من توثيقها لكي نصدقك.
8. في مقالة سابقة حكمت علي بالنفاق لأني عاديت أمريكا والحكومة العراقية، والمعروف لدى الجميع سواك بأن المنافق هو مادح أصحاب السلطة والمدافع عنهم مثلك لا المعارض مثلي.

استوقفني كلامك بأن هذه الحكومة تحكم بحكم الإمام علي (ع)، وهذا إدعاء خطير، وأجزم بأنك لو استفتيت كل أعضاء هذه الحكومة ومجلس النواب حول هذا الأمر لما تجرأ أحد منهم على الاتفاق معك، فهل رضى الإمام علي (ع) بتثبيت الوالي العاصي معاوية على ولاية الشام، أي إعطاءه حكماً ذاتياً أشبه بالفدرالية، حرصاً على بقاءه في الخلافة؟ وهل استعان الإمام علي بالروم في حروبه؟ وهل شوهد في زمانه عساكر الروم وهم يجوبون شوارع الكوفة والبصرة ويملون عليه القرارات؟ وهل تصالح الإمام علي مع الخوارج كما تصالحت هذه الحكومة مع البعثيين والإرهابيين؟ وهل وقع الإمام علي إتفاقية مع الروم الأكثر تقدماً في العلوم الوضعية آنذاك لكي ينتفع المسلمون بعلومهم وتقنياتهم؟ أليس الإمام علي بن الحسين حفيد الإمام علي ووارث علمه من نصح الخليفة الأموي في زمانه بالاستغناء عن الدنانير المصكوكة في بيزنطة واستبدالها بعملة إسلامية؟ ولو كنت شبيهك في التفكير واصدار الأحكام جزافاً لقلت بأن الإمام علي (ع) يبرأ إلى الله ورسوله من هذه الحكومة وأفعالها واتباعها والمدافعين عنها، ولكن لا أحد ينطق بإسم الإمام.
أعود لأذكر بأن غرضي من كتابة هذا الرد على تخرصاتك هو فضح أسلوبك في التفكير والنقاش أمام القراء، وإن عدت للكتابة عني بهذا الأسلوب فسأكتفي بما أوصانا الله تعالى: "سلاماً".